تزايدت في الآونة الأخيرة تقارير النصب والاحتيال ومختلف أعمال البلطجة،، فهناك من نصب على مواطنيه بمئات الملايين، وهناك أيضا من داخل العمل الوظيفي نماذج يمارسون إجراءات خارج صلاحيتهم، إذ يعمد الموظف إلى إيقاف مواطنين من غير أن يتمتع بصلاحية تقديمه إليهم أية مساءلات.
فإذا تركنا ذلك كله وجئنا إلى واقع العمل الجنائي بعد تقديم البلاغ، فإننا نطلب من الله أن يكون في عون ذوي الضحايا وأن يكون الله أيضا في عون من يشرفون على استخلاص الحقائق التي تقود لمعرفة الجناة.
في هذه المحافظة صارت الحوادث بحاجة إلى فهرس معلوماتي بحسب التسلسلات التاريخية، وطبعا فرجال الأمن المتخصصون في الكشف عن جنايات من هذا النوع لا بد أن يطالهم القرف وهم يفحصون دليلا بعد آخر وشاهدا من ورائه شاهد. ومع ذلك نحمد الله، إذ يمكن بشيء من القياس العقلاني تفهم الجريمة بنواحيها الإحصائية مقابل التعقيد الديموغرافي للمحافظة. الإجراءات الأمنية رائعة ولن أكتب كلمة فيها جرح لإحساس مسؤولين يعملون من أجل راحة المواطن ليل نهار، وفي الطرف المقابل لا يمكنك إضافة عنصر الرقيب إلى جان استحوذ عليه الشيطان أثناء خروجه للممارسة جناية من العيار الثقيل، فالشيطان يهمس له من وقت لآخر «إذا رجعت عن تهديدك، فأنت ليست رجلا ولا يمكن لأحد وصفك من اليوم فصاعدا بكلمة رجال. وهكذا بخفة عقل يصبح الهامل بطي استعداده للجناية رجلا في عيون الشيطان، وفي موقفه أمام الضبط الجنائي والادعاء العام مجرما وبالتالي هنا لا يضيعون دم مواطن ولا غريب. في النظام الجنائي لا توجد عبارة نستلهم منها الإفادة أن المذكور رجل أو غير رجال. يوجد تصنيف ثنائي «مذنب» أو غير مذنب.
عندما ذهبنا أيام زمان ودرسنا بعض مواد الرياضيات، فقد كان يطالنا اليأس ونحن نفكر في إيجاد الحلول لمعادلة يتوافر فيها مجهولان، وكثير منا كان لا يستوعب مسألة المعادلة ذات المجهول الواحد على سبيل الافتراض فكيف برجالات الجنائية إذا جاؤوا للبحث في مجهول أو أكثر في غمرة عمليات حقيقية للمسرح الجنائي من الداخل.. هناك من قتل صديقه في سيارة ولاذ بالفرار وهناك من ضربوا رأسه بعصا أو هراوة في بيته أو هكذا قيل فمات، وهناك من لقي حتفه بعيدا في الصحراء على يد من يعمل أجيرا عنده أو هكذا قيل .. وهناك من يستدعيه شخص إلى شقة ويتفتق الحوار عن جثة فيلوذ القاتل بالفرار. ويبقى القتيل في شقته انتظارا لمن يشم الرائحة فيقول هنا يوجد القتيل.
وهناك من يفقد عقله لأن امرأة تركته فينهال على فلذات أكباده الصغار.. والخلاصة أنه أجهز عليهم واحدا تلو الآخر.. وآخر ربما ينتمي إلى فئة دهس الطليقات ومنهم من يستدرجها للتفاهم ويرمي بها جثة في أقرب حاوية للزبالة.. أحدهم قال لي: امرأتي تركتني بعد أن صرت مقعدا وتعبت كثيرا .. قلت له أتركها وإذا استطعت فطلق أختها. لماذا قلبك يمتلئ بالغضب على امرأة تأتي أو تروح. شخصيا لا أرى في ذلك نهاية للعالم..
هذه محافظة كانت وادعة جدا أيام زمان.. كان فيها القليل من الجناية وربما كانت مصادر الأخبار لا تتجاوز أي جندي يعمل في المنطقة الرابعة قديما، كلما مررت بجانب موقع تلك المنطقة، إذ لا أزال أعرف مكانها، أقول والله يا جدة زمان.
صحيح أن المحافظة كبرت لدرجة التخمة، ولكن هل يعقل أن تكون عقول الناس صغرت إلى درجة أن الجناة باتوا لا يستشعرون إحساسا بمعنى كلمة جناية. كما
لا يدركون عواقب نصب ولا بلطجة ولا سفك دماء للنفوس.
hakeam@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة
فإذا تركنا ذلك كله وجئنا إلى واقع العمل الجنائي بعد تقديم البلاغ، فإننا نطلب من الله أن يكون في عون ذوي الضحايا وأن يكون الله أيضا في عون من يشرفون على استخلاص الحقائق التي تقود لمعرفة الجناة.
في هذه المحافظة صارت الحوادث بحاجة إلى فهرس معلوماتي بحسب التسلسلات التاريخية، وطبعا فرجال الأمن المتخصصون في الكشف عن جنايات من هذا النوع لا بد أن يطالهم القرف وهم يفحصون دليلا بعد آخر وشاهدا من ورائه شاهد. ومع ذلك نحمد الله، إذ يمكن بشيء من القياس العقلاني تفهم الجريمة بنواحيها الإحصائية مقابل التعقيد الديموغرافي للمحافظة. الإجراءات الأمنية رائعة ولن أكتب كلمة فيها جرح لإحساس مسؤولين يعملون من أجل راحة المواطن ليل نهار، وفي الطرف المقابل لا يمكنك إضافة عنصر الرقيب إلى جان استحوذ عليه الشيطان أثناء خروجه للممارسة جناية من العيار الثقيل، فالشيطان يهمس له من وقت لآخر «إذا رجعت عن تهديدك، فأنت ليست رجلا ولا يمكن لأحد وصفك من اليوم فصاعدا بكلمة رجال. وهكذا بخفة عقل يصبح الهامل بطي استعداده للجناية رجلا في عيون الشيطان، وفي موقفه أمام الضبط الجنائي والادعاء العام مجرما وبالتالي هنا لا يضيعون دم مواطن ولا غريب. في النظام الجنائي لا توجد عبارة نستلهم منها الإفادة أن المذكور رجل أو غير رجال. يوجد تصنيف ثنائي «مذنب» أو غير مذنب.
عندما ذهبنا أيام زمان ودرسنا بعض مواد الرياضيات، فقد كان يطالنا اليأس ونحن نفكر في إيجاد الحلول لمعادلة يتوافر فيها مجهولان، وكثير منا كان لا يستوعب مسألة المعادلة ذات المجهول الواحد على سبيل الافتراض فكيف برجالات الجنائية إذا جاؤوا للبحث في مجهول أو أكثر في غمرة عمليات حقيقية للمسرح الجنائي من الداخل.. هناك من قتل صديقه في سيارة ولاذ بالفرار وهناك من ضربوا رأسه بعصا أو هراوة في بيته أو هكذا قيل فمات، وهناك من لقي حتفه بعيدا في الصحراء على يد من يعمل أجيرا عنده أو هكذا قيل .. وهناك من يستدعيه شخص إلى شقة ويتفتق الحوار عن جثة فيلوذ القاتل بالفرار. ويبقى القتيل في شقته انتظارا لمن يشم الرائحة فيقول هنا يوجد القتيل.
وهناك من يفقد عقله لأن امرأة تركته فينهال على فلذات أكباده الصغار.. والخلاصة أنه أجهز عليهم واحدا تلو الآخر.. وآخر ربما ينتمي إلى فئة دهس الطليقات ومنهم من يستدرجها للتفاهم ويرمي بها جثة في أقرب حاوية للزبالة.. أحدهم قال لي: امرأتي تركتني بعد أن صرت مقعدا وتعبت كثيرا .. قلت له أتركها وإذا استطعت فطلق أختها. لماذا قلبك يمتلئ بالغضب على امرأة تأتي أو تروح. شخصيا لا أرى في ذلك نهاية للعالم..
هذه محافظة كانت وادعة جدا أيام زمان.. كان فيها القليل من الجناية وربما كانت مصادر الأخبار لا تتجاوز أي جندي يعمل في المنطقة الرابعة قديما، كلما مررت بجانب موقع تلك المنطقة، إذ لا أزال أعرف مكانها، أقول والله يا جدة زمان.
صحيح أن المحافظة كبرت لدرجة التخمة، ولكن هل يعقل أن تكون عقول الناس صغرت إلى درجة أن الجناة باتوا لا يستشعرون إحساسا بمعنى كلمة جناية. كما
لا يدركون عواقب نصب ولا بلطجة ولا سفك دماء للنفوس.
hakeam@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة